
حين يشتد الضيق... تذكر أن مع العسر يسرا .
حين يشتد الضيق … تذكر أن مع العسر يسراً.

يواجه الإنسان في حياته الكثير من التحديات والابتلاءات التي قد تُثقِل قلبه وتجعله يشعر بالضيق واليأس. لكن القرآن الكريم يفتح لنا باب الرجاء من خلال قوله تعالى: "فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا" (الشرح: 5-6). هذه الآية الكريمة تحمل وعدًا إلهيًا صريحًا بأن الفرج قريب مهما اشتدت المحن. فهي تُعلمنا الصبر، وتزرع في نفوسنا الأمل، وتذكرنا أن وراء كل مشقة راحة، وأن بعد كل ضيق طريقًا للفرج.
عناصر المقال:
1. إن مع العسر يسرا: وعد الله بالفرج.
2. البعد النفسي والإيماني للآية.
3. سياق نزول الآية.
4. معنى القصة وتفسيرها.
5. شواهد من السيرة النبوية.
7. اليسر بعد العسر في حياتنا اليومية.
8. الخاتمة.
إن مع العسر يسرا: وعد الله بالفرج.
جاءت الآية الكريمة في سورة الشرح: "فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا" لتؤكد أن الضيق مهما طال، فإنه يحمل بين طياته فرجًا قريبًا.
البعد النفسي والإيماني.
تمنح الآية طمأنينة للنفس، فالمؤمن حين يوقن أن بعد الشدائد خيرًا، يعيش الأمل ولا يعرف اليأس.
تبث روح الصبر، لأن انتظار الفرج عبادة، والله يحب الصابرين.
تقوي علاقة العبد بربه، إذ يوقن أن الله لا يبتليه إلا ليطهّره ويرفع درجته.
سياق نزول الآية.
آيات "فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا" وردت في سورة الشرح (الانشراح)، وهي سورة مكية نزلت على النبي ﷺ في مكة.
السورة كلها نزلت لتواسي النبي ﷺ بعد ما لاقى من أذى قريش وشدة الدعوة في بدايتها.
قبلها كان النبي ﷺ قد مرّ بمواقف صعبة: تكذيب قومه، إيذاء المشركين له، قلة عدد المؤمنين، والشعور بالثقل من المسؤولية الكبيرة.
معنى القصة.
جاءت هذه السورة كرسالة طمأنينة من الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد ﷺ:
ذكّر الله نبيه بأنه قد شرح صدره للإيمان والنبوة.
وأنه رفع ذكره بين الناس.
وأن مع كل مشقة في طريق الدعوة يوجد يسر وفرج.
ثم جاء التأكيد القوي في الآيتين:
"فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا" (الشرح: 5-6).
قال المفسرون إن الله كررها ليُثبّت قلب النبي ﷺ، ويبين أن العسر مهما عَظُم فلن يغلب اليسر، بل كل عسر معه يسران.
شواهد من السيرة النبوية.
مرّ النبي ﷺ بمحن كثيرة: اليتم، أذى قريش، حصار الشعب، ومع ذلك جاء بعد كل ضيق يسر ونصر وتمكين. وهذا تطبيق عملي لوعد الله لعباده.
اليسر بعد العسر في حياتنا اليومية.
في الدراسة: الضغوط بداية لطريق النجاح.
في العمل: المشكلات تفتح فرصًا وخبرات جديدة.
في الابتلاءات الشخصية: المرض، فقدان الأحبة، أو الضيق المادي… كلها تحمل في طياتها حكمة وفرجًا منتظرًا من الله سبحانه و تعالى.
الخاتمة.
و فى الختام يجب علينا أن نتقتدى بنبينا محمد الذى مهما إشتد عليه الأذى كان يزيد الإستغفار و يدعو الله فإنه يعلم أن الله الذى انزل عليه البلاء ووضعه فى هذه المِحن و الشدائد هو الوحيد القادر بحولٍ منه و قوة أن يُذهب عن هذه الشدائد و يجل لكل ضيقٍ مخرجاً و فرجاً و عوضاً لا يقدر عليه أحد سوا الله سبحانه و تعالى .
و أعلموا دائماً أن رحمة الله أوسع من كل ما نواجهه من ابتلاءات. فمهما اشتد الضيق، هناك يسر قريب يخبئه الله لعباده الصابرين.
لنجعل هذه الآية منهجًا لحياتنا، فنتمسك بالأمل، ونسير مطمئنين أن بعد كل ليل فجر، وبعد كل عسر يسر.